إن تربية الأبناء ليست بالأمر السهل نتيجة لصعوبة التعامل مع سن المراهقة الذي يحدث فيه انتقال للابن من الطفولة إلى الشباب وما يصاحبها من تغيرات جسدية وسلوكية.

فيصبح الطفل أكبر حجما ولديه خبرات تجعله يناقش من هو أكبر منه وهو ما يعتبره بعض الآباء تجاوزاً للخطوط الحمراء.

ومن هنا تظهر المشاكل والصدامات بين الطرفين وكلاً منهما يحاول إثبات وجهة نظره فتجد على سبيل المثال بعض السيدات المصريات يشتكين من أولادهن:

وهنا يوضح طبيب الامراض النفسية محمد الصعيدي أحد مؤسسين نفسية بالعربي ان مشكلة فترة المراهقة تعتبر من أخطر المشاكل الأسرية لعدة عوامل منها ما هو بيولوجي ومنها ما هو تفاعلي.

تظهر بوضوح مشكلة تربية البنت في فترة المراهقة نتيجة لخوف الأهل الشديد من أن يحدث للبنت مكروه وهو تفكير يتماشى مع الثقافة المصرية الذي يعتبر أن البنت في خطر دائم، على الرغم من أن العلم أثبت أن تربية البنت أكثر سلاسة ورقة من تربية الولد.

أيضاً يلجأ الكثير من الأهالي إلى منع الذكور من مقابلة أصدقائهم أو استخدام الانترنت بداعي الخوف عليهم وهو ما يواجهه المراهق بعصيان شديدة لأنه بالأساس يبحث عن حريته، مع العلم أن المنع لن يؤدى إلى منع لأن المراهق يستطيع الوصول لذلك من خلال أصدقاءه أو بالمدرسة أو غيرها من الطرق.

أخطاء تربية المراهقين

  • اختلاف طريقة التربية بين الأب والأم: فنجد أب صارم وأم متساهلة مما يؤدى إلى اضطراب شديد في تربية الأولاد، فهذا التناقض يؤدى إلى فقد ثقة المراهق بالوالدين وعدم احترام قرارتهما طالما أنها عكس رغبته.
  • منع المراهق من التعبير عن مشاعره بداعي الكبر: يلجأ بعض الأهالي إلى توبيخ المراهق عند إظهار مشاعره بداعي أنه قد كبر وهو ما يؤدى إلى أثار سلبية على مستوى النمو العاطفي للمراهق.
  • مقارنة المراهق بمن في مثل سنه: يعتقد الأهالي أن فعل ذلك يؤدى إلى تحفيز المراهق ولكن العكس صحيح فهو يعتبر إهانة بالنسبة للمراهق.
  • النقد المستمر: بدلاً من الاحتواء يلجأ الأهالي إلى النقد المستمر لأولادهم مما يربى مشاعر عدائية تجاه الأهل.
  • الحرية المطلقة أو المنع المطلق: الممنوع مرغوب ولذلك فإن منع المراهق من تجربة أشياء سيؤدى بالضرورة إلى تجربتها من خلفهم وعلى العكس تماما الحرية مطلقة تؤدى إلى الهاوية مالم يكن الأهل على دراية بما يقوم المراهق بتجربته.
  • حصر التربية في الدراسة فقط: الاهتمام بالنواحي الدراسية فقط وإهمال الجوانب الاجتماعية والرياضية يؤدى إلى إهمال تنمية مهارات المراهق في هذا الشق ومساعدته على اتخاذ القرارات.
  • غياب دور الأب: يعتقد بعض الآباء أن انشغالهم بتوفير نفقات المنزل والتغاضي عن الوجود الفعلي هو حل آمن، ولكن العكس صحيح، فوجود الأب وتأدية دوره في الأسرة يساعد المراهق على تشكيل شخصيته بشكل كبير.
  • اختفاء لغة الحوار: يلجأ بعض الأهل للأوامر وتجاهل لغة الحوار تماما مما لا يسمح بظهور أي بوادر اتصال بين الطرفين.

نصائح لتربية المراهقين

تنمية مبدأ الشفافية

الشفافية والوضوح بين الأهل والأبناء يساعد في فهم طريقة تفكير كل طرف للأخر، فعلى الأهل أن يبدأوا في وضع مقاييس أساسية يستند إليها المراهق، فليس من المنطقي أن يظل الآباء وراء كل خطوة لأبنائهم!

تحمل المسئولية

يرى بعض الآباء أن ابنهم مهما كبر فهو صغير وهذا عكس ما يفكر به المراهق أنه بالفعل أصبح كبير ويبحث عن الاستقلالية، فيجب السماح للمراهق بتحمل المسئولية ومتابعته وهو بذلك سيقدر ثقة الوالدين فيه.

تعلم الانتماء

في هذه المرحلة العمرية يبحث المراهق عن مجموعة ينتمي لها ويستمد منها ثقته بنفسه، وعلى الأهل مساعدته في الانتماء لرياضة ما أو مجموعة ثقافية أو غيرها من الوسائل الإيجابية.

تقبل التغيرات الحادة

يجب على الوالدين تقبل التحول الشديد في الهوايات والتغير المستمر في اهتمامات المراهق لأن ذلك يحدث نتيجة لتغيرات هرمونية في جسم المراهق.

توفر الدعم من غير الوالدين

توفر قنوات اتصال أخرى غير الوالدين كالخال أو الأخت حتى لا يصبح الوالدين في نظر المراهق هما الأمر والنهى في المنزل.

الحضور المادي والمعنوي

مما يوفر الدعم للمراهق حتى وقت الخطأ مما يزيد ثقة المراهق في أهله ويلجأ لهم وقت الشدة.

التواصل التفاعلي

كاللعب معه، الخروج معا، الاهتمام باهتماماته دون تهميش.

استخدام المشاعر في الثواب والعقاب

عدم ربط مشاعر الحب بارتكاب المراهق للأخطاء من أكثر مشاكل الأهل هو استخدام كلمة “بحبك” كثواب وعقاب، لأن هذا يؤدى إلى ضعف الثقة في الوالدين وخلق مساحة كبيرة بين الطرفين.

الاحتواء العاطفي

يعتقد بعض الأهالي أن الحوار العقلاني مع المراهق هو أفضل نتيجة ولذلك يجب أن انتصر عليه، وهذا خطأ كبير لأن الاحتواء العاطفي هو من أكبر وسائل التواصل بين الطرفين.

توزيع الحدود

لم يعد المراهق طفلا وعليه يجب خلق حدود بين الطرفين تمنع حدوث سوء فهم، فالقواعد واضحة وغير ظالمة.

الاحترام

على الوالدين احترام أبنائهم وخصوصياتهم، وهذا يساعد بلا شك في احترام المراهق لنفسه مما يساعده في خلق حدود صحية مع الأخرين.

اضطراب سلوك المراهق

  • متكرر: يشرب السجائر بشكل مستمر وليس مرة واحدة.
  • شديد: يشرب السجائر مع بعض المخدرات.
  • معيق: بدأت أعراض الإدمان تعيقه عن ممارسة حياته بشكل طبيعي.

لذا لا يجب التسرع والحكم على أي سلوك في هذه المرحلة بأنه مضطرب ويجب التدخل.

اجمالي المشاهدات 60/المشاهدات اليوم 1