من الشائع والمعروف ان الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي يتسمون بالهزال والضعف والوزن المنخفض، وكان ذلك من أهم المعايير لتشخيص فقدان الشهية العصبي.
أما الأن فقد تم اثبات أن اضطرابات الشهية يمكن أن تظهر على الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد!
ما هو فقدان الشهية العصبي
هو نوع من أنواع اضطرابات الأكل والتغذية ويتم تشخيصه عندما يمر الشخص بجميع مراحل فقدان الشهية العصبي، وعلى الرغم من خسارته لوزنه بشكل كبير من الممكن ان يظل وزنه في نطاق طبيعي.
ومن ضمن معايير فقدان الشهية العصبي الاضطراب الدائم في شكل الجسم من اكتساب لوزن زائد أو فقدان وزن بشكل كبير، والخوف الدائم من اكتساب الوزن، وأن يصبح الشخص بدين، فالأشخاص مثلاً أصحاب الوزن العالي والذين يسلكون طريقهم لإنقاص هذا الوزن واتباع أنظمة مقيدة يدخلون أنفسهم في حاله من سوء التغذية دون ان يشعروا.
أعراض فقدان الشهية العصبي
من المهم التعرف على جميع العلامات والأعراض التحذيرية المرتبطة بفقدان الشهية. ومع ذلك، غالبًا ما تظهر الأعراض بشكل مختلف من شخص لآخر.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض ليست جميعها مؤشراً على فقدان الشهية. بعض الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية قد لا تظهر عليهم كل هذه العلامات، أو حتى أي منها وقد تشمل الأعراض ما يلي:
قد يظهر على الأشخاص المصابين بفقدان الشهية أعراض سلوكية محددة، مثل رفض تناول الطعام أمام الآخرين، أو الإفراط في ممارسة الرياضة لحرق السعرات الحرارية، أو إخفاء أجسادهم في ملابس فضفاضة. يقوم بعض الأشخاص أيضًا بتطوير طقوس الطعام، مثل تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة أو إعادة ترتيب الطعام على طبق (لجعله يبدو وكأنهم أكلوا أكثر مما تناولوه).
هناك مضاعفات طبية خطيرة ترتبط بفقدان الشهية حيث يمكن أن يسبب سوء التغذية، وانخفاض ضغط الدم، وبطء التنفس والنبض، والإضرار بالقلب ووظائفه، ويمكن أن يسبب أيضًا الجفاف الشديد واختلال التوازن، وفي بعض الحالات، تكون هذه الأعراض مهددة للحياة.
أحد أكثر المفاهيم الخاطئة الضارة حول فقدان الشهية هو أن جميع الأشخاص الذين يعانون منه يعانون من نقص الوزن الشديد، في حين أن هذا قد يكون صحيحًا بالنسبة للبعض، إلا أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية قد يبدون بصحة جيدة، في حين أنهم في الواقع يعانون من سوء التغذية (نقص في العناصر الغذائية المهمة)، وهم من يتم استخدام معهم مصطلح فقدان الشهية غير النمطي الذي يستخدم لوصف فقدان الشهية لدى الأشخاص الذين لا يعانون من نقص الوزن.
معايير تشخيص اضطراب فقدان الشهية
الخوف الشديد من زيادة الوزن: عادةً ما يخشى الأشخاص المصابون بفقدان الشهية من زيادة الوزن ويخشون أن يصبحوا بدينين، وغالبا ما يظهر هذا الخوف من خلال حرمان الجسم من الطعام.
تقييد تناول الطعام: يميل الأشخاص المصابون بفقدان الشهية إلى تناول طعام أقل مما يحتاجه الجسم ليعمل بشكل صحيح، وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض وزن الجسم بشكل ملحوظ بالنسبة لعمر الشخص وطوله.
صورة الجسم المشوهة: يتعلق ذلك بإدراك الشخص لحجم جسمه، غالبًا ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية آراء مبالغ فيها حول أجسادهم، وهم ينظرون عمومًا إلى أنفسهم على أنهم يعانون من زيادة الوزن، حتى لو كانوا يعانون من نقص الوزن بشكل خطير.
أنواع اضطراب فقدان الشهية
فقدان الشهية المقيد
يضع الأشخاص المصابون بالنوع المقيد قيودًا صارمة على كمية ونوع الطعام الذي يتناولونه، تشمل السلوكيات المقيدة حساب السعرات الحرارية، أو تخطي وجبات كاملة، أو التخلص من بعض الأطعمة (مثل الكربوهيدرات)، وتقترن هذه السلوكيات أحيانًا بالتمرين المفرط.
الشراهة عند تناول الطعام ثم التطهير
الذين يعانون من هذا النوع يقيدون أيضًا تناولهم للطعام، بالإضافة إلى ذلك، فإنهم ينخرطون بانتظام في سلوكيات الشراهة عند تناول الطعام أو التطهير، مثل القيء الذاتي أو إساءة استخدام المسهلات أو مدرات البول، أو كليهما الشراهة عند تناول الطعام والتطهير.
يمكن أن يكون تناول الطعام المحدود وفقدان الوزن لاحقًا علامة على اضطراب نفسي اخر، مثل الفصام او الاكتئاب او القلق الشديد، ويمكن أن تكون هناك أيضًا أسباب طبية لفقدان الوزن غير المتوقع، مثل أمراض الجهاز الهضمي او فرط نشاط الغدة الدرقية، ومع ذلك، قد تحدث بعض الحالات أيضًا جنبًا إلى جنب مع فقدان الشهية.
أسباب الإصابة بفقدان الشهية
لا يوجد سبب محدد لفقدان الشهية، لكن الأبحاث تشير إلى عدد من عوامل الخطر التي غالبًا ما يشترك فيها الأشخاص المصابون بفقدان الشهية، هذه العوامل قد تكون مزاجية او بيئية او وراثية وتلعب دورًا في تطور فقدان الشهية.
قد يواجه الأشخاص المصابون بفقدان الشهية صعوبة في احترام الذات، وقد يكون لديهم حالات صحية عقلية أخرى تساهم في ظهور أعراض فقدان الشهية لديهم، مثل اضطراب الوسواس القهري (OCD) أو القلق الاجتماعي.
قد تلعب الضغوطات البيئية أو الثقافية أيضًا دورًا في تطور فقدان الشهية، على سبيل المثال، قد يشعر الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أو يمارسون الأنشطة البدنية بمزيد من الضغط للحصول على جسم نحيف.
الضغط المجتمعي ووصمة العار المتعلقة بالوزن، خاصة كما يتم تصويرها في وسائل الإعلام عندما يتم تصوير الأجسام النحيلة بشكل مثالي، يمكن أن تلعب أيضًا دورًا في هوس شخص ما بامتلاك جسم نحيف.
تشير الأبحاث إلى أن تطور فقدان الشهية يتأثر بالوراثة أيضًا، قد تكون أكثر عرضة للإصابة بفقدان الشهية إذا كان أحد أفراد عائلتك مصابًا به.
علاج اضطراب فقدن الشهية
على الرغم من أنه قد يكون من الصعب للغاية على شخص مصاب بفقدان الشهية طلب المساعدة، إلا أن تشجيعهم على التحدث إلى الطبيب أمر أساسي، قد تكون هذه هي الخطوة الأولى في العلاج النهائي والتعافي.
علاج اضطراب فقدان الشهية في المصحات والمستشفيات
إذا كان الشخص المصاب بفقدان الشهية في خطر شديد يهدد حياته، فقد يتطلب الأمر دخول المستشفى على الفور، ويعد العلاج في المستشفى ضروريًا لعلاج المضاعفات المرتبطة بفقدان الشهية مثل اضطراب ضربات القلب أو اختلال التوازن أو الجفاف أو سوء التغذية.
قد يحتاج الشخص المصاب بفقدان الشهية أيضًا إلى دخول المستشفى للأمراض النفسية إذا كان يرفض تناول الطعام.
كما انه هناك عيادات خارجية متاحة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل أيضًا، وهناك برامج للمرضى الداخليين (حيث يبقى الشخص في المستشفى لفترة من الوقت) بالإضافة إلى برامج للمرضى الخارجيين (حيث يمكن للمرضى حضورها يومياً).
العلاج الدوائي لاضطراب فقدان الشهية
لا توجد أي أدوية معتمدة خصيصًا لعلاج فقدان الشهية، ومع ذلك إذا لم تتحسن الأعراض مع العلاج النفسي أو إعادة التأهيل الغذائي، فقد يصف طبيب الامراض النفسية مضادات اكتئاب لعلاج أي أعراض كامنة للاكتئاب أو القلق لدى الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية.
العلاج النفسي لاضطراب فقدان الشهية
غالبًا ما يوصى بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل، باستخدام استراتيجيات العلاج السلوكي المعرفي، يمكن للمعالج مساعدة الشخص المصاب بفقدان الشهية على التعرف على أنماط تفكيره الغير قادرة على التكيف فيما يتعلق بالطعام والأكل وصورة الجسم، والهدف من العلاج السلوكي المعرفي هو تعلم آليات جديدة وصحية للتكيف بدلاً من العودة إلى سلوك الأكل المضطرب.
بالنسبة للمراهقين الذين يعانون من فقدان الشهية، قد يوصى بالعلاج الأسري (FBT)، بمساعدة معالج مؤهل، يقوم العلاج السلوكي المعرفي (FBT) بتعليم الآباء كيفية دعم الطفل أو المراهق أثناء أوقات الوجبات وتشجيعهم على تناول الطعام، والهدف من العلاج الأسري هو توفير دعم إضافي للعائلات التي تعاني من فقدان الشهية.
العلاج الجماعي فعال أيضًا في علاج اضطرابات الأكل، حيث تسمح الجلسات الجماعية (الجروب) للشخص المصاب بفقدان الشهية بمشاركة تجاربه والاستماع إلى الآخرين، مما قد يساعد في تحسين وعيه الذاتي وفهم سلوكياته بالإضافة إلى تطوير علاقات شخصية قوية.
التأقلم مع اضطراب فقدان الشهية
في حين أن فقدان الشهية قد تكون تجربة صعب التعايش معها، إلا أن هناك طرقًا للتعامل يمكن أن تساعد في دعم الصحة النفسية للمصاب، حيث ان الدعم الاجتماعي يساهم بشكل إيجابي في التعافي من اضطرابات الأكل بصفة عامة، فإذا كنت تعاني من فقدان الشهية، فلا تتردد في طلب المساعدة.
قد يكون من الصعب طلب المساعدة أو إخبار شخص آخر بأنك تعاني من اضطراب في الأكل، ولكن يمكنك البدء ببساطة بطلب مقابلة صديق أو التواصل عبر الهاتف، ولا بأس إذا لم تكن مستعدًا للإفصاح عن جميع التفاصيل، لكن السماح لمن تحب بمعرفة أنك تمر بوقت عصيب وأنك ستقدر دعمهم يمكن أن يكون مفيداً جداً.
تأكد من أنك تفعل الأشياء التي تستمتع بها قدر الإمكان، خصص وقتًا لمشاهدة أفلامك المفضلة، أو للقيام برحلة إلى مكانك المفضل.
إذا شعرت أنك أصبحت متوترًا وتشعر بالقلق مما قد يؤدي إلى إثارة سلوكك المضطرب في تناول الطعام، فحاول تعطيل هذا السلوك بنشاط مثل الذهاب في نزهة سريعة، والذي يمكن أن يساعد في تهدئة جهازك العصبي وتخفيف الرغبة الملحة التي تشعر بها للتصرف على شيء مثل تخطي وجبة.
من المهم أن تكون لطيفًا مع نفسك، ومقدراً لها، حيث يميل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل إلى الكمال، لذا حاول أن تلاحظ متى يحدث حديثك السلبي مع نفسك وحاول ألا تنخرط فيه لفترة طويلة.
اضف تعليقا
يجب logged in لكي تضيف ردا.